شهدت انحساراً عن الأعوام الماضية
احتجاجات قمة الـ20 "تخفت" والإنترنت يحل بديلاً للتظاهر
تورونتو - رويترز
سيارات شرطة تحترق، ومحتجون يخرجون من أنابيب الصرف الصحي، ونوافذ محطمة وفوضويون متشحون بالسواد، وغاز مسيل للدموع؛ كل هذه المشاهد التي عرضتها التلفزيونات صاحبت قمة اقتصادية عالمية عقدت في تورونتو.
وعلى الرغم من الاشتباكات والاعتقالات، كانت الاحتجاجات المناهضة لمجموعة العشرين في تورونتو مطلع هذا الأسبوع أقل حجماً وأكثر سلمية من أعمال الشغب الضخمة التي شهدتها الأعوام السابقة.
ويقول محللون ونشطاء إن هذا مؤشر على ديناميكية متغيرة بين جماعات المجتمع المدني وزعماء الاقتصاد في العالم.
وقال روبرت فوكس، المدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام كندا، "نرى أن الاحتجاج جزء مهم من التركيبة، لكن من المؤكد أنه ليس الوسيلة الوحيدة التي نحشد بها الناس"، مشيراً إلى أن تبني الدفاع عن القضية عن طريق الإنترنت قوة تكتسب أهمية متزايدة.
وأضاف "في هذه الأيام هناك مجموعة أوسع بكثير من الوسائل للتواصل مع الناس والاتصال بهم."
وكان وجود جماعات مناهضة لمجموعة العشرين ملحوظاً في تورونتو خلال قمة الاقتصادات الغنية والصاعدة التي أعقبت اجتماعاً أصغر لمجموعة الدول الصناعية الثماني في منتجع إلى الشمال من المدينة.
وأنفقت كندا نحو مليار دولار أمريكي على الأمن، وكانت الاحتجاجات سلمية إلى حد كبير، حيث استقطبت عدة آلاف من النشطاء الذين طالبوا بجدول أعمال لمكافحة الفقر واتخاذ إجراءات على صعيد حقوق المرأة والعمال.
وكانت أعمال العنف متفرقة وألقت الشرطة القبض على نحو 500 شخص، بينهم أربعة استخدموا أنابيب الصرف الصحي ليخرجوا قرب موقع انعقاد القمة المغلق. كما استخدمت السلطات الغاز المسيل للدموع ضد الجماهير للمرة الأولى على الإطلاق في تورونتو لتفريق المحتجين الذين أظهروا عنفاً مثل الفوضويين الملثمين الذين أصبحوا ملمحاً معتاداً في مثل هذه الاجتماعات العالمية.
وفي حين شعرت تورونتو بالغضب وأذيعت لقطات لأعمال العنف على نطاق واسع، بدا حجم هذه المشاحنات ضئيلاً بالمقارنة بالمظاهرات الضخمة التي شهدتها قمم سابقة بما في ذلك "معركة سياتل" خلال قمة منظمة التجارة العالمية عام 1999، واجتماع مجموعة الثماني في جنوة بإيطاليا عام 2001 حين قتل محتج بالرصاص.
وقال جون كيرتون، مدير مجموعة أبحاث مجموعة العشرين بجامعة تورونتو، إن "هذا ليس حتى عرضاً جانبياً، إنه نزهة في يوم أحد حضرها بضعة عناصر سيئة."
ويرى محللون أن انحسار الاحتجاجات في الشوارع يرجع في جانب منه إلى تركيز وسائل الإعلام على أعمال العنف وهو ما من شأنه أن يثبط همة من يأملون التعبير عن أنفسهم بطريقة سلمية.
وقال بيتر هاجنال، الباحث بجامعة تورونتو والذي يدرس التفاعل بين الجماعات المدنية والمنظمات العالمية، إنه "يطلق على هذه الاحتجاجات في بعض الأحيان المجتمع الهمجي". وأضاف "الناس ما زالوا يهتمون بهذه الأمور لكنهم يعبرون عن أنفسهم بطريقة مختلفة."
كما تغير الهدف، فالغضب كان يتركز في البداية على مجموعة الدول الصناعية الديمقراطية السبع والتي تصور عادة على أنها نادٍ للأثرياء عقد العزم على الهيمنة على العالم، لكن القمم اتسعت لتشمل 20 قوة كبرى وصاعدة من أنحاء العالم.
وقال فوكس من أوكسفام إن "البرازيل هناك وجنوب إفريقيا هناك والمكسيك هناك وبالتالي تغير وجهها. مجموعة العشرين لا تدعو للتهكم بقدر ما كانت مجموعة الدول السبع تدعو لهذا."
ويقول نشطاء إنهم ما زالوا مهتمين بشدة بانعدام المساواة على مستوى العالم ويكافحون من أجل تحسين الرعاية الصحية وسياسات المناخ ومبادرات مكافحة الفقر، لكنهم يحشدون تأييد مسؤوليهم المنتخبين بشكل متزايد، ويجرون مشاورات منتظمة منذ أوائل الألفية الثالثة مع حكومات مهمة بالعالم كوسيلة مباشرة لوضع أولوياتهم على جدول أعمال مجموعة الثماني ومجموعة العشرين.
وقال دينيس هوليت منسق جماعة "ميك بفرتي هيستوري" أو "تخلصوا من الفقر" وهي جماعة كندية ناشطة شاركت في أحد هذه الاجتماعات مع المسؤولين السياسيين بمجموعة الثماني في أبريل (نيسان) "كان الأمر صريحاً ومفتوحاً جداً ووسيلة جيدة لنشر الرسالة."
لكن البعض رأى أن تراجع المشاركة بأعداد كبيرة في مؤتمرات القمة الاقتصادية مخيب للآمال. وقال كيرتون من مجموعة العشرين البحثية "أشعر شخصياً بخيبة الأمل، كنت أود أن يكون هناك 100 ألف شخص يقولون يا مجموعة العشرين افعلي المزيد بشأن الوقود الأحفوري، افعلي المزيد من أجل التغير المناخي، لكني لا أعتقد أنهم موجودون."
....................
لتفاصيل ادخل الرابط
http://www.alarabiya.net/articles/2010/06/28/112507.html